
أنتظرُ عينيك
في جيبٍ أبيض عن هذا العالم
أنتظرهما وأنا مملوءةً بالأبر
لكثرة ما اتسع هذا الفراغ
أنتظرُ عينيك فوق مقعدٍ مرهونٍ بالغبار
أتجنبُ إزالته هو رصيدي من الوقتِ
أنتظركَ وفي يدي كمشة حلوى
لهؤلاء الصغار الذين يدورون حولي
ولا يتجنبون إصابتي
لا أخاف عدم قدومِكَ
الخيالاتُ في انتظاركَ خصبة
الشارع مملوء بآرمات الدعايات
أراها في العتمة وجهكَ
لا أخاف عدم قدومك
قميصي مازال بأزراره
المصفوفة كدواليب صغيرة توصل للطريق
ويَدّي لم يصبها الخرف
تعرف اتجاه لمستها
حتى أقدامي متصلبة
تعلم حد وجعها
أقامرُ على غيابك بجريدةٍ
تسترُ وجهي من المارة
ظرف الميلو مازال في جيبي
تخبرني دائماً أن القهوة ليست من عادتك
أنت كثير السكر
وأنا كثيرة المرارة
اتهام تلقيه على عاداتي
الباص الذي يوصلك لموعدنا جميلُ
لو فَرِغ منك
اليوم يلقي بمرورهِ أمامي التحية
ويمضي إلى ليله
هناك صدأ في كل الشارع
هناك قطط نائمة
هناك شحاذ يُوجِع الحائط
عناكب في زاوية المقهى
عجوز يكره عصاه
طفل ممتلىٔ بالعلكة
هناك من يوازيني
من يخفف وطأة غيابك
هناك من نافذة ما
هواء لاذع
ورقص حزين
وموسيقى داخلي لا تنضب ..