
كتبها : فيحان الصواغ
Twitter: @fai7aan
يعتقد الكثير من محبي الشعر وخصوصاً المبتدئين في كتابته بأن العقبة الأولى لهم في الشعر هي مشكلة الوزن . وأن هذه المشكلة تأتي مع الموهبة الشعرية ولا يمكن أن يكون الشاعر شاعراً إلا حين يتقنها .
في هذا الكلام أو الإعتقاد شيءٌ من الصحة لكن الأمر ليس كذلك .
يعتبر الوزن في الشعر العمودي – ذو الأشطر – ركناً مهماً من أركان هذا الفن الكتابي . وشرطا ً أساسياً في القصيدة العمودية .
والوزن لا علاقة له في الموهبة الشعرية المتعلقة في الإبداع الأدبي والسبب أن الوزن يدخل في مسألة الشكل الخارجي للقصيدة وبناء القصيدة الظاهري فقط , بينما الإبداع الأدبي يدخل في المضمون الداخلي للقصيدة والتصوير والفكرة والمفردة والشاعرية عند الشاعر .
وهنا يتداخل الموضوع عند المبتدئ في الشعر ولا يستطيع التفريق بين الأمرين , وهذا أمرٌ طبيعي ّ لأنه يجهل هذا الموضوع ولا غرابة في تخوّفه وتصوّره بصعوبة الموضوع .
إذا ما هو الوزن ؟
الوزن ليس إلا ترتيب موسيقي للأصوات في الشطر الواحد ويكون هذا الترتيب ملزما ً للشاعر من بداية القصيدة وحتى نهايتها للحصول على قصيدة موزونة على نسق موحد وترتيب موحد وبالنهاية وزن موحّد .
ما المقصود في الترتيب الصوتي ؟
كما نعلم أن الكلمات ما هي إلا أصوات تنطق لتكوين كلمة تدل على معنى محدد . وهذه الأصوات إما أن تكون قصيرة من حرفين يكون الأول صوتاً متحركاً واضحاً والثاني يكون صوتاً ساكناً يقف عنده النطق , وإما أصوات طويلة تتكون من ثلاثة أحرف يكون أول صوتان متحركان بينما يكون الحرف الثالث صوتاً ساكناً يقف عنده النطق .
مثل قولنا في الأصوات القصيرة ( يا , لا , من , بس , كم , لي , جن , سا .. إلخ ) , أما في الأصوات الطويل فمثل قولنا ( لها , علي , مثل , سمو , لنا , هلا , بدل , عجب .. إلخ ) .
وعليه يكون ترتيب الأصوات محددأ مسبقاً في كل وزن حسب القوالب الوزنية لكل وزن شعري .
وسنأخذ هنا مثالاً مبسطاً للتوضيح وسيكون الوزن هو وزن الشيباني المعروف . ولابد من معرفة القوالب الوزنية لكل وزن نريد الكتابة عليه مسبقا ً ليكون لنا مرجعاً لقياس الأصوات والتأكد من سلامة الوزن .
قوالب الشيباني الوزنية هي :
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن ( لكل شطر )
فلو قمنا بتقسيم هذه القوالب بناء ً على الصوتين القصير والطويل سيكون الناتج :
مفا – عي – لن – مفا – عي – لن – مفا – عي – لن – مفا – عي – لن
الشطر هو :
أنا لامن ذكرت أغلى سنين العمر والغالي ..
والخطوة التالية هي كتابته على نفس الترتيب بطريقة التقسيم الصوتي :
أنا – لا – من – ذكر – تغ – لا – سني – نل – عم – رول – غا – لي
وللتأكد سنقوم بمراجعة الترتيب الصوتي لنلاحظ أن كل قالب يبدأ بثلاثة حروف ثم حرفين ثم حرفين كما تم شرحه سابقا ً . ليكون لنا أربعة قوالب تشكل وزن الشيباني .
وهكذا تتم العملية لكل وزن في الشعر الشعبي . يبدأ الشاعر بمعرفة القوالب الوزنية كاملة لكل وزن يريد الكتابة عليه ومن ثم يبدأ الكتابة بطريقة طبيعية مراعياً الأصوات الموسيقية القصيرة والطويلة في الوزن . وللتأكد من سلامة الوزن يبدأ الشاعر في الخطوة الأخيرة وهي التقسيم ومطابقة ما كتبه من كلمات على ترتيب القوالب الصوتي .
كان هذا مثالا ً سريعا ً لشرح فكرة الوزن بطريقة التقسيم الصوتي , ويمكن تطبيقه على كل وزن في الشعر العمودي , ومع الممارسة سيجد الشاعر أنه بدأ يفهم الفكرة ويعرف أماكن الوقوف الصوتية بين المقطع القصير والطويل ليخرج في النهاية بأداة تساعده في فهم موسيقى الشعر والوزن السليم .
لأي سؤال حول الموضوع يرجى التواصل على تويتر عبر المنشن .
كتبها : فيحان الصواغ
Twitter: @fai7aan